بلاغة الصورة السينمائية وعناصرها التخييلية فيلم “شيفرة دافنشي” أنموذجا

    ملخص :

    تحفل السينما - شأنها شأن باقي الأجناس الإبداعية الأخرى - بمجموعة من الوسائل البلاغية والتخييلية المساهمة في بناء عوالم الفيلم الجمالية. وتتشكل البلاغة السينمائية انطلاقا من مختلف علاقات التوضيب والتنسيق التي يقيمها مخرج الفيلم بين عديد من التقنيات والوسائل، لإنتاج صورة معبرة وموحية. وإذا كانت الصورة البلاغية في الأدب لغوية المبنى، ذهنية التشكيل، تجريدية العوالم، فإن السينما تتأسس على العرض والتجسيد والوضوح، وبالتالي فإنها (الصورة البلاغية) في الفن السابع ستنبع أساسا من الصورة الفيلمية ومرفقاتها التقنية والفنية والأيقونية (الصوت، الإنارة، اللون...). فالسينما هي الأخرى توظف مختلف الوسائل البلاغية من استعارة ورمز وتلميح وكناية... ولكن بطريقة أيقونية/تقنية مغايرة عن الأدب وخصائصه الأسلوبية.

    وسنشتغل في هذه الدراسة على فيلم "شيفرة دافنشي" المقتبس من رواية تحمل نفس الإسم للكاتب الأمريكي دان براون، وذلك وذلك للوصول إلى مجموعة من الأهداف والنتائج:  كاستكشاف ملامح التصوير الفني في هذا العمل السينمائي الحافل بالوسائل البلاغية المنتمية لمصادر متنوعة، ودراسة خصوصية الصورة البلاغية في السينما مقارنة بالأدب وأهم الفروقات الموجودة بينهما، ثم تحليل الفيلم كمنتج ثقافي متعدد المرجعيات المعرفية (دينية، فنية، علمية...). ومن الدوافع التي جعلتنا نختار هذا الشريط السينمائي كونه مقتبس من نص أدبي أثار جدلا كبيرا بسبب خوضه في العديد من القضايا الدينية المرتبطة بالمعتقد المسيحي، وهذا ما جعل كاتب النص يستند على العديد من الصور الدينية والتاريخية والفنية، لتعضيد رأيه وموقفه المطروح عبر أحداث الرواية وشخوصها.

    وسنرتكز في هذه الدراسة على المقاربة السيميائية التي تهدف إلى استجلاء أبرز الملامح  البلاغية الموظفة في الفيلم ودلالاتها المرتبطة بمجالات ثقافية متعددة، وذلك لأن موضوع الشريط هو فسيفساء ثقافي تتداخل فيه العديد من الحقول المعرفية. فما هي تجليات حضور الصورة الفنية في السينما؟ وفي فيلم شيفرة دافنشي بصفة خاصة ؟ وما المجالات التي تنتمي إليها؟ وما هي أبرز الدلالات والمعاني التي توخاها مخرج العمل من خلال هذه الصور؟

    الكلمات المفتاحية: سينما، صورة سينمائية، نقد فني، جماليات الصورة السينمائية، اللغة السينمائية، شيفرة دافينشي.